وقف أبو الأنبياء الخليل إبراهيم (ع) في وادي مكة مؤذّناً في الناس بالحج، لكنه قبل الأذان سأل ربّه – سبحانه وتعالى – عمن سيسمع النداء، فأجابه الرب بأنّ عليك النداء وعلينا التبليغ . . وهكذا صدح بكلمة التوحيد، فبارك الله – سبحانه – في أذانه، فكانت الذرية الطاهرة من الأنبياء من نسله، يحملون مشاعل النور والهداية إلى العالم أجمع.
لكن مَنْ كان يتخيل أنّ نداءات التوحيد والمعارف الإلهية ستلبي نداءات الخليل (ع) بصور رقمية، تنتقل عبر الأمواج الإلكترونية عابرة الحدود والمسافات، لتكون بين يدي الإنسان أينما كان، ومتاحة له متى ما شاء . . إنّها لأعظم فرصة بين يدي الإنسان اليوم للتزود بالمعرفة والحكمة، ومواجهة تحديات الحياة، في مغامرة فكرية، لصناعة مستقبل واعد للبشرية على الأرض، وللفوز بالفلاح الأخروي عند مليك مقتدر.
ولذلك، واستكمالاً لمسيرة الأنبياء (ع) والقادة الإلهيين (ع)، انطلقت حوزة الإمام المنتظر (عج) الإلكترونية العالمية لتكون منصّةً للمعرفة والثقافة والحوار، بأسلوب عصري، وتقنية حديثة.
وهناك أربعة أسباب أساسية تدعوكَ وتدعوكِ للإلتحاق بالحوزة:
أولاً: التطوير الذاتي
أنت في عصر يلزم على الإنسان أن لا يتساوى يوماه، بل يكون في كل يوم في زيادة؛ معرفية، وتنموية، وروحية . . وغيرها. إذ أنّ الإنسان هو ذلك الكائن الطموح، الذي لا يرضا في القليل من المعرفة أو بتواضع المهارات أو ضعف الهمة، بل يسعى جاهداً نحو الأفضل دائماً. وهذا ما لا يكون إلا بالتزود بالمعرفة والحكمة، وتنمية الثقافة والفكر، وبالخصوص في المجال الديني؛ الذي يشكل أساس الهوية الإنسانية، والموجّه لأهم أسئلة الإنسان الوجودية.
ثانياً: مرونة البرنامج
أنت في زمن يتطلب الإنجاز فيه توفر برامج مرنة، وسهلة التعامل. وهذا ما أتاحته لنا التقنية الحديثة. وها هي الآن أتاحت لنا هذه المرونة في أحد أهم جوانب الحياة الإنسانية وهي المعرفة. فقد صمم برنامج الحوزة الإلكترونية بحيث يكون متاحاً بين يديك في أيّ مكان في العالم، وفي أيّ وقت تشاء، في بيئة علمية، عوالم افتراضية، تستطيع من خلالها نهم العلم والمعرفة، والتعلم من أساتذة ذوي كفاءات عالية، والتزامل مع طلبة من مختلف مناطق العالم.
ثالثاً: الثواب العظيم
يرقى الإنسان مادياً بالتسلح بالعلوم التي تُيسر حياته المعيشية، ويتسامى بالمعارف التي تأخذ بروحه وعقله إلى الملكوت، وتكون له ذخراً من الثواب العظيم عند الله سبحانه. فكل مسلم يعلم ما لطلب العلم من الثواب الجزيل، وكيف أنّ الله سبحانه فضّل العلماء، وجعله أمراء المؤمنين، وقادة المجتمعات الإلهية. والحوزة الإلكترونية تتيح لك فرصة نيل هذا الثواب العظيم في أيّ مكان كنت فيه.
رابعاً: المنهج الرصين
في زمن الثورة المعلوماتية، أمتلئ العالم الافتراضي بالكثير من الأفكار والتوجهات والمذاهب الفكرية. لكن الإنسان الهادف يبحث عن المعرفة الرصينة، والمنهج الأصيل، والعلم النافع. وقد صُمّم برنامج الحوزة ليلبي هذه المعايير في جودة مضمونه الفكري، واختير لأداء هذه المهمة المقدسة خيرة الأساتذة، وأمهات الأفكار الحيوية، والمناهج الأكثر أصالة؛ تلك التي تزاوج بين العقل والوحي، وبين العلم والعمل، وبين التجارب السابقة والحياة المعاصرة . . من أجل نهضة رسالية شاملة.